التنشئة الخالية من العنف هي واحدةٍ من الحقوق الأساسية لكلٍ من الفتيات والفتيان. (المزيد من المعلومات عن حقوق الطفل وحقوق الفتيات تجدونها تحت كلمة البحث 'حقوق الطفل / حقوق الفتيات.') يجب على الآباء أو غيرهم من رعاة الأطفال عدم استخدام العنف الجسدي كوسيلة من وسائل التربية. فعلى سبيل المثال لا يُسمح لهم ضرب الأطفال بما في ذلك الصفع على الوجه. وهذا يسري في جميع مجالات الحياة: في الأسرة، والمدرسة، وأماكن ممارسة الرياضة، الخ
ولكن على الرغم من وجود هذا القانون ما زال العنف الجسدي من سمات الحياة اليومية للفتيات والفتيان في ألمانيا. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن 25% من الفتيات والفتيان يتعرضون للضرب. غالباً ما يحدث ذلك في الأسر الفقيرة حيث إن ثلث تلك النسبة من ضرب الأطفال يأتي من تلك الأسر. ولكن حتى في العائلات الأكثر ثراءً هناك أطفال يتعرضون للعنف الجسدي.
قد يمارس العنف البدني أيضاً من قرناء الطفل في المدرسة على سبيل المثال. حيث يبدأ الأمر بالصراع والدفع بالأيدي أو الإمساك به في فناء المدرسة ثم ينتقلون إلى شد الشعر أو القرص أو مثل تلك الحركات الإيذاء العنيفة الصغيرة التي تبدأ صغيرة وتنتهي بإصابة أحدهم. الجاني أو الجانية يفعلون ذلك عادةً في غياب الرقيب.
أما الخطر الأكبر الذي تتعرض له الفتيات الأكبر سناً والسيدات هو الإيذاء الجسدي في العلاقات مع الجنس الآخر. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن واحدة من كل أربع نساء في ألمانيا قد تعرضت بالفعل للعنف الجسدي عن طريق شريكها في العلاقة الحالي أو السابق. تعرضت تلك الشابات والنساء للضرب أو الاغتصاب أو السب أو سوء المعاملة والإهانة من قِبَل أصدقائهن أو أزواجهن. كثيراً ما يحدث ذلك في حالة انفصالهن عن شركائهن. هذا العنف قد يكون خطراً على الحياة: فعلى سبيل المثال طبقاً لتصريحات مكتب الشرطة الجنائية فنصف النساء اللاتي قُتلن عام 2011 قد قُتلن على أيدي شركائهن في العلاقة السابقين أو الحاليين.
الفتيات اللواتي يقعن ضحايا للعنف الجسدي يخجلن في كثير من الأحيان أن مثل هذا الأمر يحدث لهن. ويحاولن إخفاء الجروح والكدمات أو اختلاق قصص وهمية لتبريرها. لكن من يجب أن يشعر بالخجل حقاً هم الجناة وحدهم. أنت وحدك من تحمل ذنب العنف الذي ترتكبه وليس من تعرضوا له على يديك.
إذا كان لديكِ صديقة قد تعرضت للعنف الجسدي أو قامت بالاعتداء الجسدي بنفسها على شخص آخر، فيجب عليكِ التحدث مع شخص بالغ محل ثقة حول ذلك الأمر. يمكنكِ أيضاً الاتصال بنا عن طريق الاستشارة عبر الإنترنت. نحن نساعدكِ أنتِ أو صديقتكِ دون الكشف عن هويتكما وفي سرية.